تدوينة



علاقتي بالجيش ممكن تكون إبتدت بذرتها قبل الثورة عشان جوز خالتي كان لواء جيش. هو دلوقتي متقاعد. بس أنا فاكرة كويس جداً يوم شتمت بابا حسني و هو كان قاعد في نفس الأوضة و سمعت محاضرة طويـــــــــلة عن الرئيس و إحترامه.

بس أنا أمي علمتني إن إللي ميحترمش نفسه من الأصل بيفقد إحترام الناس.

و ده إللي المجلس العسكري بيثبت كل يوم إنه بيعمله و بجدارة: بيفقد إحترام الناس.

بس مجلسنا العظيم بيعمل حاجة عجيبة جداً – يعمل العملة و يقول مش أنا – أو يعمل العملة و يكون في ضغط و يتراجع بس بشياكة طبعاً (الجيش برده له بريستيج) – و أخر حاجة بقى إنه بعد ما أفرج عن الملقبين بالبلطجية المقبوض عليهم على في أيام مختلفة طوال الشهور إللي فاتت إنه طلع بيان زي الفل كده بيقول إن إللي بيكبتوا 
عن المجلس إنه شرير و وحش دول مندسيين.

تاني, المجلس بيثبت عدم قدرته على الإبداع إطلاقاً. نفس الألفاظ بتاعت أتباع مبارك.

فكرت شوية قبل ما أقعد أكتب التدوينة دي عشان النهاردة يوم كتابة تدوينات ضد محاكمة المدنيين عسكرياً و حاجات تانية المجلس العسكري بيعملها و بينكر فعلها لاحقاً.

قلت طيب هيقبضوا عليّ؟ هيحققوا معايا زي بثينة كامل مثلاً بتهمة سب المؤسسة العسكرية؟ و بعدين أنا مش بثنية كامل أنا فسية على رأي ريم صاحبتي و ممكن أروح ورا الشمس. و أنا توصلت لحاجة مهمة أوي وقت الثورة و هي إني جبانة فعلياً و أنا مش مكسوفة إني أقول كده.

بس كان لازم أكتب التدوينة دي. هي مش شجاعة قد ما هي فعلاً غضب.

و الغضب ده إبتدى فعلاً يوم ما علي صبحي إتقبض عليه. مع أنا و علي مكناش قريبيين خالص لما ده حصل. بس أنا إتخاضيت. مكنتش فاكرة إنهم ممكن يعملوا كده و ممكن واحد من إللي إتاخدوا يكون صديق.

و بعدها لما كنا بنشتغل على عرض جزء منه شهادة علي بعد ما خرج من الجيش كنت بقعد ساعات في وسط ما إحنا بنعرض مش فاهمة الجمل إللي أنا بقولها طلعت فعلاً و حصلت إزاي.

كنت لسه مخضوضة.

و طوال المدة دي كان في ناس كتير غير علي بيتقبض عليهم و المجلس بينكر أو يطلع بيان يقول قبضنا على بلطجية.

يوم  الفن ميدان يوم 7 مايو عرضنا و لما خلصنا و كنا واقفين بره السرادق جت واحدة بنت عندها 11 أو 12 سنة و شدت على هدومي و قالت لي "ممكن اسألك سؤال؟ هو الحكايات إللي قلتوها جوه دي حصلت فعلاً؟"
قلت لها أه. حصلت. و دول أصحابنا.

"بصت لي بصة عمري ما هنساها" (دي جملة من شهادة علي مع التغير للمؤنث) و أنا حسيت إننا شوهت طفولة البنت بس على الأقل لما تطلب من أبوها إنها تتصور جنب الدبابة تاني ممكن تفتكر إللي حكيناه.

أنا بكتب التدوينة دي عشان علي صبحي إللي ضحكته بتملى قلبي بهجة و عشان يوسف إبن إيمان إللي في رصاصة في كتفه الشمال من الطلق الحي إللي ضربوه على المتظاهرين عند السفارة و الدكاترة مش عارفين يشيلوها عشان خايفيين يفقد القدرة على تحريك دراعه. و عشان كل البنات إللي إتكشفت على عذريتهم و كان ممكن أكون أنا منهم أو أختي أو صاحبتي. و عشان الولد إللي عنده 17 سنة و إتحكم عليه بالإعدام عشان تحرش بواحدة و الضباط إللي إنتهكوا أعراض البنات و الستات يوم 9 مارس قاعدين و لا كأنهم عملوا حاجة. و عشان طارق شلبي إللي شفته يوم السبت و سمعت من بقه شوية من إللي كنت قريته على بلوج محمد عفت. و عشان أنا خايفة لما أنزل يوم الجمعة يحصل حاجة للناس إللي بحبها. و عشان الأهالي إللي علي خميس راح صوّر معاهم مرتين إللي ولادهم إتاخدوا من المترو يوم 9 مارس. و عشان الأمهات إللي منى بتكتب عنهم على طول على تويتر. عشان منى و شجاعتها. و عمرو البحيري إللي أخد 3 سنين و هو معملش حاجة. و ناس كتير تانية أنا مش عارفة عنهم حاجة و في ناس على البلوج ده بتحاول تساعدهم و تخرجهم.


التدوينة مش عشان أشتم المجلس بس عشان الناس تكون فاهمة و عارفة – زي ما أنا عرفت بالضبط.


مش مندسيين. البلوج ده شهادات و حقيقة إحنا مش عايزين نعرفها فبنقول المجلس عنده حق و المجلس مش ناقص.

و إحنا كمان مش ناقصيين أخواتنا و ولادنا و أصحابنا يروحوا و ميرجعوش و يكون في جسمهم رصاص حي و يكون عندهم أحكام موقوفة.

المجلس العسكري لو مش عاجبه إن في ناس مش محترماه يرجع تاني و يسمع كلام أمي. 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

زيت على كانافا

صورة يوسف

The Madness of Mrs. Woolf